أخبار العالم

خريطة استيطان غير مسبوقة لشطب الضفة الغربية من الوجود

الشارقة: “الخليج”
خلال عام كامل من العدوان على غزة، لم يكن الوضع في الضفة الغربية أفضل. وهي بدورها تعرضت لحرب مفتوحة ولسلسلة من الهجمات غير المسبوقة، مثل المجزرة المروعة التي وقعت يوم الخميس الماضي. أودى بحياة 18 فلسطينيا، بتفجير مقاتل استهدف مقهى شعبيا في طولكرم، ولمدة عام. كما واصلت سياسة الاعتقالات وهدم المنازل والتوسع الاستيطاني وتدمير المخيمات في جنين وطوباس ونابلس جهودها السافرة لمحو الضفة الغربية من الوجود الفلسطيني.
عشية الذكرى الأولى لبدء الحرب على غزة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد القتلى في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، برصاص قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين إلى 741 منذ الذكرى السابعة. من بداية الحرب على غزة. أكتوبر الماضي. وأوضحت الوزارة، في بيان صحفي، أن من بين الضحايا 163 طفلا، بالإضافة إلى تسجيل أكثر من 6250 جريحا خلال الفترة نفسها.
وطوال هذه الفترة، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملات الاعتقال في الضفة الغربية بوتيرة غير مسبوقة. وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني في بيان: إن إجمالي عدد الاعتقالات في الضفة الغربية منذ بدء معركة الأقصى أكتوبر 2023، والحرب الدائرة، بلغ أكثر من أكثر من 11 ألف اعتقال
وطالت الاعتقالات كافة شرائح المجتمع الفلسطيني، بالإضافة إلى اعتقال العشرات من العمال الفلسطينيين وآلاف الغزيين. ولم تتمكن حتى الآن المؤسسات المسؤولة عن شؤون السجناء من التعرف بشكل دقيق على أعدادهم وهوياتهم. ويواصل الاحتلال ارتكاب جريمة الإخفاء القسري بحقهم.
وفي الوقت نفسه، سعت إسرائيل إلى استغلال المخاوف العالمية بشأن الوضع في غزة، وإعادة رسم خريطة المستوطنات الإسرائيلية بشكل غير مسبوق. خلال العدوان على غزة، اتسع نطاق المستوطنات وانكشفت النوايا الحقيقية لإسرائيل: تعزيز قبضتها على الضفة الغربية وزيادة عدد المستوطنات، مما أدى إلى تعميق الانقسام الجغرافي بين المدن والقرى الفلسطينية. منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، صادقت الحكومة الإسرائيلية التي يسيطر عليها المتطرفون على أكثر من 80 مخططا استيطانيا في كافة محافظات الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية المحتلة، وعشرات الآلاف من الوحدات الاستيطانية، ووسعت بشكل غير مسبوق سرقة الأراضي الفلسطينية بقرارات حكومية أو أوامر حولت مساحات واسعة إلى «أراضي دولة»، بهدف جعلها مجالاً حيوياً للأنشطة الاستيطانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى