أخبار العالم

يشكل “شلل” المدارس ظاهرة مثيرة للقلق بالنسبة للمعلمين وأولياء الأمور

تحقيق: محمد الماحي

تشكل ظاهرة “الشلل” لدى الطلاب مصدر قلق دائم لدى أولياء الأمور والمسؤولين عن العملية التعليمية. ورغم أن لها جانبا إيجابيا يظهر في مشاركة الطلاب في العديد من الأنشطة التي تؤدي إلى تفوقهم، إلا أن لها جانبا سلبيا. الجانب هو السائد والأكثر شيوعا سواء عند البنات أو الأولاد. الأول له حلقات خفيفة، لكنه يثير الكثير من الصراع الذي يبدأ بكلمات استفزازية وينتهي بالشتائم والمشاجرات التي تساعد على تضخيم المشكلة. ومع ذلك، بين الأولاد، الوضع. وهي أخطر وأكثر تطورا، مما يتطلب وضع خطة للسيطرة على هذه الظاهرة التي تؤثر على العملية التعليمية والتربوية.
“الخليج” التقت نخبة من الخبراء التربويين والنفسيين لبحث كيفية التعامل مع سلبيات ظاهرة “الشلل”، والإجابة على سؤال حول ارتباطها بسلوكيات الطلاب السلبية وتأثيرها على مستوياتهم الدراسية.
بادرت المدارس الخاصة في مناطق الشمال إلى مكافحة «الشلل الطلابي» مع بداية العام الدراسي الحالي، ما أبرز وجود مجموعات طلابية متماسكة تشكلت خلال السنوات الدراسية السابقة. تم فصلهم وتوزيعهم فيما بينهم. الفصول الدراسية للحد من تأثيرها السلبي وتواجد مجموعاتهم في الفصول الدراسية أثناء فترة الراحة بالإضافة إلى إحراجهم وتأثيرهم السلبي على بعض الطلاب الآخرين.
ويرجع هذا القرار إلى أن هذه المجموعات تمارس سلوكيات تتضمن التنمر على الطلاب الآخرين الذين لا ينتمون إلى مجموعتها، والتي تترك أيضًا أثرًا سلبيًا على بيئتهم المدرسية، على الرغم من وجود طلاب متفوقين بين أفرادها. وكانت عملية إعادة توزيع الطلاب موضوع دراسة قام بها متخصصون اجتماعيون ونفسيون. في المدارس، بعد التعرف على أسماء أفراد هذه المجموعات المشلولة وتنفيذ خطة التوزيع حسب سلوكهم ومستواهم الدراسي.
فصول جديدة
ويطالب أولياء الأمور إدارات المدارس بمكافحة “الشلل” بوسائل أخرى غير إعادة التوزيع، من خلال الإشراف على تنظيم ألعاب للطلاب خلال فترة الاستراحة ومنع مثيري الشغب من الجلوس بجانب بعضهم البعض في الفصول، معبرين عن رفضهم لهذه الفكرة. لإعادة توزيع أبنائهم وإنهاء الصداقات بين الطلاب الذين تزيد أعمارهم عن خمس سنوات مع البعض.
وقالوا إنه من الطبيعي أن يشعر أطفالهم بالغربة بعد انتقالهم إلى فصول جديدة لا يوجد فيها زملاء قدامى، الأمر الذي يمكن أن يؤثر على حالتهم النفسية وإحباطهم، ويمكن أن يكون له تأثير سلبي على مستواهم الأكاديمي.
طفرة التكنولوجيا
تقول الخبيرة التربوية مانع النعيمي إن مرض الشلل بدأ يتزايد بشكل كبير بين الطلاب، خاصة في المرحلة الثانوية، مؤكدة أنه حقيقة لا يمكن إنكارها وتتطلب البحث في أسبابه الكامنة وما إذا كانت مرتبطة بسياق اجتماعي معين. الوضع، وهل ساهم الطفرة التكنولوجية في زيادة حدوثه؟
وأضاف أن الشلل في المدارس يمكن أن يكون له آثار إيجابية أو سلبية، وأن إدارات المدارس يمكنها خلق تجمعات إيجابية بين الطلاب بهدف خدمة العملية التعليمية، سواء داخل الفصل الدراسي أو خارجه، خاصة عندما يطلب المعلم من الطلاب تنظيم الفصل فرق. لأغراض العمل الجماعي، ومن هنا يستطيع المعلم ملاحظة سلوكيات أعضاء هذا الفريق، على أن يشكل الطلاب هذه الفرق دون تدخل المعلمين، ويستطيع التعرف على الطلاب الذين يعانون من مشاكل سلوكية وتحتاج إلى العلاج والتوجيه.
ويتفق معه الخبير التربوي محمد رشيد رشود، ويرى ضرورة الاعتراف بوجود الشلل داخل المدارس، خاصة أن بعض إدارات المدارس لا تعترف به، الأمر الذي قد يعيق علاج الظاهرة. في هذا المجال ضعيف جداً سواء فيما يتعلق بالمدرسة أو مجالس أولياء الأمور، مشيراً إلى أن وزارة التربية والتعليم وضعت ضوابط تتعلق بتقييم السلوك، إلا أن عملية تنفيذ هذه الضوابط تحتاج إلى مراجعة مستمرة، وهي كما أنه من الضروري وضع آليات أفضل مما هي عليه حاليا، ويجب أن يكون هناك أسلوب للمكافأة، وتعزيز العلاقة بين المعلم والمدرسة، وحتى يقوم كل جزء من المجتمع بدوره في تعليم الأطفال، وخاصة الشباب. .
الطاقة الزائدة
ويرى الدكتور هشام زكريا عميد كلية علوم الاتصال في الجامعة القاسمية أن العلاج الذي يمكن أن يساعد في مكافحة الظاهرة هو إشراك الطلاب في الأنشطة الرياضية والثقافية لإطلاق طاقتهم الزائدة واستثمارها في القنوات الصحيحة. بالإضافة إلى محاولة التفريق بين أفراد المجموعة الواحدة من خلال توزيعهم على فصول مختلفة، داعياً إلى تضافر الجهود بين الأسرة والمدرسة ومد جسور التعاون للحفاظ على سلامة الطالب.
ودعا زكريا المعلمين وإدارة المدرسة والمختصين إلى اتباع واستخدام أدوات التدريس البشرية التي تحتوي على الكثير من الحنان والمحبة. إذا أساء أحد الطلاب التصرف أو أخطأ أثناء أداء واجباته، فيجب علينا الاستماع إلى وجهة نظره والمضي قدمًا. وضع خطة علاجية دون اللجوء إلى العقاب البدني. وفي نفس الوقت نقول للطالب أن المعلم والإداري والمدرسة هي بيته الثاني، وعليه أن يعي الدور ويبذل الجهد للاستفادة منه وتنفيذه. المعلم في دور الأب والاستماع لنصائحه.
السلام الداخلي
ويؤكد الأخصائي النفسي نواف يوسف سلطان النعيمي أن الشلل ليس بالضرورة أن يكون تجمع طلاب يتصرفون بشكل خاطئ أو صحيح، لكن من الممكن أن هؤلاء الطلاب درسوا فيما بينهم منذ السنوات الدراسية الأولى، حتى “حتى بلغوا المرحلة الثانوية واتفقوا على المواضيع. فالخاص ليس بالضرورة سلبيا، ولا يمكن تعميم أن الشلل ظاهرة سلبية، لأن السلوكيات الخاطئة والصحيحة يمكن أن تتداخل.
أما بالنسبة للشلل المدمر الذي يعاني منه المجتمع المدرسي، فيرى الطبيب النفسي أن أهم ما يجمعهم هو عدم وجود دافع للتعلم والدراسة وهو ما يمثل أكبر أمنياتهم. كما نجد بينهم انتشار المشكلات السلوكية. كالتدخين، والتسرب من المدرسة، والتأخير في الصباح عن مواعيد المدرسة، بالإضافة إلى العصبية التي تدفعهم إلى الجدال والجدال مع الطلاب الآخرين، مؤكدين أن الشلل ظاهرة ترجع بشكل رئيسي إلى عدة عوامل أهمها والتي تتمثل في فقدان السلام الداخلي والقلق والاضطرابات النفسية والسعي لتحقيق الذات.
وشدد النعيمي على أن إيجاد حلول لمشكلة “الشلل الأكاديمي” لا يعني جهة بعينها، بل يتطلب تضافر جهود المؤسسات الحكومية والخاصة، لأن الظاهرة قبل كل شيء اجتماعية وتداعياتها السلبية تطال المجتمع ككل. جميع. وشدد على أن السلوكيات التي تتسم بالعنف لدى هذه الفئة هي أحد التعبيرات الحقيقية عن نشاطها الزائد، داعية إلى تكثيف برامج التوعية والتثقيف من خلال الأندية والوسائل الإيجابية، مع عرض المشكلة بشكل جدي ووضع حلول صارمة لها. هو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى